HOW MUCH does Facebook pay you when you spend a lot of time to make it a billionaire while you're poor? Do you want to conquer FaceBook, Google, or any social you are using and make them pay you hard currencies for using them? That has a DYNAMIC SYSTEM. Contact Me! GET INSIGHTS ON HOAS ABOUT FACEBOOK.

مسرحية العرائس السودانية المثيرة

by Admin

ما يدور في السودان الآن يشبه الي حد كبير مسرحية عرائس يدير خيوطها النظام الديكتاتوري العسكري الديني، الذي يحاول عبثا الخروج من هذا التصنيف الذي نطلقه عليه، بحشد بعض العرائس التي تمثل الاحزاب التقليدية في السودان، انطلاقا من مبادرة لرئيس هذا النظام، من اجل ما يسمي بالحوار الوطني الواسع، الذي وضعت له آليات يمثلها ما يسمي بمجلس الاحزاب.

نقول مسرحية عرائس سودانية مثيرة لانها بالحق تشبه مسرحيات العرائس المعروفة، الا انها مسرحية علي المسرح السياسي وليس المسرح المعروف. وتكشف هذه المسرحية المبتذلة، المضحكة والمبكية معا عن امر غريب عجيب. هذا الامر هو ان الشعب في السودان وكما يبدو يتمتع بغياب ذاكرة عجيب وروح تسامح اعجب، حتي بشأن من ركب علي ظهر هذا الشعب لاكثر من خمسة وعشرين عاما، مضافا اليها بطبيعة الحال التغييب الذهني الذي مارسته الاحزاب التقليدية في حق هذا الشعب، منذ استقلاله من بريطانيا وحتي الآن.

واذا قلنا ان هذا النظام الديكتاتوري بذ كل الأنظمة العسكرية الديكتاتورية السودانية، بتفوقه عليها من الناحية التنظيمية والأمنية والاقتصادية وعلاقاته الخارجية خاصة مع دول الخليج، فلابد من معرفة التفاصيل الخاصة بالشبكة الواسعة التي استخدمها هذا النظام ليتمتع بهذا الوجود المستمر الطويل، ولابد من معرفة الوسائل التي ساعدته في التمكين.

ان مرحلة التمكين نفسها في فكر هذا النظام فكرة قديمة من أفكار الاخوان المسلمين في السودان كانت وماتزال تسيطر علي مجمل تفكيرهم وتدفعهم لتسويع قاعدتهم الشعبية. وبطبيعة الحال استفاد النظام من هذه الفكرة وحولها الي منهج علمي، يؤثر من خلاله ليس في الأجيال الثلاثة التي ولدت ونشأت في احضان هذا النظام، بل في الأجيال السابقة، التي جري عليها مشروع تغييب الذاكرة، اثناء فترات الديمقراطية الكسيحة، التي تولت السلطة فيها الاحزاب التقليدية، وعمقت من خلالها تهميش وتغييب ذاكرة الشعب السوداني.

وكان ذلك التغييب الذهني، مصحوبا باليأس الذي اعتري الشعب بفعل اخفاقات الديمقراطيات الكسيحة ودورة الانقلابات العسكرية، هو السبب المباشر ولا يزال في انصراف قطاعات واسعة من الشعب الي الاهتمام بشؤونها المعيشية الخاصة وفقدانها الامل في اي حركة شعبية تقوم بها للاطاحة بالنظام. و بذلك فان مشروع التمكين استمر بثبات كانت قيادات النظام تعرفه، بل توقن بانه الامر الواقع بسبب كل هذا الاحباطات التي اصابت الشعب السوداني حتي فقد شهيته في الثورات، التي لا تنتج سوي نظم ديمقراطية كسيحة.

ولما تمكن منهج التمكين، تفتقت اذهان القيادة العسكرية عن فكرة الحوار الوطني الواسع لتصنع من قائد النظام بطلا شعبيا يفوق حتي الأبطال الذين نعرفهم في هذا العالم بحصافته وفنه الدبلوماسي، ليستمر في قيادة هذه البلاد واللعب بحذق علي ساحة السياسة السودانية، في وقت فقدت فيه هذه السياسة بوصلتها وأصبحت تدار بواسطة عملاء السوق وتجار العملة ومروجي ما يسمي بالاسلام السياسي، في الوقت الذي لا يوجد فيه ما يسمي بالاسلام السياسي اصلا.

وفي الوقت الذي يستمر فيه الشعب فاقدا للذاكرة ومتميزا بالتسامح علي الطريقة السودانية التي تقول "الغشيم اضربه واعتذر له"، يخطط هذا النظام لمرحلة اخري من السيادة علي أساس مشروعه في التمكين، موحيا بان هناك مؤامرة ضد البلاد، وهي مؤامرة يفتعلها النظام كاجراء احترازي، يمكن من خلاله تجميع الاحزاب الاخري، لفتح صفحة جديدة، فتعفو عما سلف، وتقدر للنظام مبادرة الحوار الوطني، وتحمد له حرصه
علي سلامة السودان، في الوقت الذي تعلم فيه ان هذا النظام نفسه هو اول من عرض سلامة السودان للخطر.

ليس ذلك فحسب، بل تعلم ان هذا النظام المعتوه قد بذ حتي الأنظمة الاستعمارية بتفكيكه للسودان واشعاله للحروب في غرب السودان وغيره من المناطق، بالاضافة الي عمله الدؤوب علي مسح صورة السودان الكبير من الوجدان، وتسييج الأسرة السودانية بنوع جديد من الاسلام لم تعهده من قبل، وخلق الفجوات العاطفية حتي بين افراد الأسرة الواحدة. كل ذلك يعني تدمير هذا النظام لكامل القيم والمخزون العاطفي في نظام الاسرة السودانية، ليستطيع الهيمنة حتي من خلال كل بيت في الوطن.

تلك كانت هي وسائل التمكين وقد اجاد النظام سياقتها وتنفيذها في الوقت الذي كان الشعب فيه لا يملك قوة وقد فقد كل امله في قياداته السياسية الاخري واصبح يائسا من اي تغيير.

ان ما يحدث في السودان اليوم لا يثير الشفقة والحزن فقط، بل هو امر يصعب تخيله، او التفكير فيه. وهو يشبه امرا يحدث في مسرح اللا معقول، في الوقت الذي تتواصل فيه مسرحية العرائس السودانية الأخيرة المثيرة.


* You are here at مسرحية العرائس السودانية المثيرة.

* Read the entry page to this comment at Comments on Sudan

* Use the comment link below to comment on this entry.

* Read the updates at the HOA Political Scene Blog.

* Want to write some literay, or cultural topics from Sudan? Use the HOA's Cultural Project.

* Want to read, or write about beautiful places in Sudan? Do that on my daughter's network of beautiful places in the world at Kordofan and Any Beautiful City.

* Read some other Arabic comments at: Arabic HOA Political Scene| Asmara| Eritrean Anecdotes| Eritrean Chronicle| Eritrean Stories| Freedom Bells| Heglig Oil Fields| HOAs Arabic Prose| New Sudan| Questions| South Kordofan, Sudan| South Sudan| Sudanese Arabic Political Articles| الجهل السياسي للمسألة السودانية| شيكاغو والهنود السودانيون| تغييب الذاكرة يؤدي الي تفريغ المظاهرات| أدبيات التعليق السياسي حول سياسات القرن الافريقي| مؤشرات تدهور الأوضاع السياسية بالسودان| إذا الشعب في السودان أراد الحياة| مفارقات البؤس في السودان و الصومال| سياسة حرق المراحل السياسية| عليّ و علي أعدائي سياسة متهورة لنظام السودان الديكتاتوري| سياسة الاخطبوط السودانية و تعطيل حركة التاريخ| للكذب ثلاثة ألوان| علي هامش إحتفالات التغييب الذهني للمواطن السوداني في كل أنحاء السودان| سودان الحركة الشعبية لتحرير السودان الجديد| لاجئون و معارضون سياسيون إرتريون في اثيوبيا يفتقدون المصداقية| خارجية اثيوبيا تؤكد مساعدة لاجئين ارتريين ضد حكومتهم| عصابة الخرطوم الحاكمة تثير النزاعات المسلحة| بيافرا السودانية ستحرق ما تبقي من السودان| البداية الرسمية لتأبين السودان كأكبر قطر في افريقيا| هل تنجح تركيا في معالجة التدهور السياسي في الشرق الأوسط?| البودا بودا موتورسايكل تاكسي جوبا الشعبي الجديد| آخر المستجدات السياسية الليبية| الصومال تئن من الأثار المستمرة للحرب والجفاف| فهم سياسي صومالي جديد قد يسهم في انقاذ الصومال| قال محللين سياسيين قال| علمني هذا الإنسان النبيل| سقوط نظرية ثورة الجيش| الكويت واحدة من أهم المحطات الصحفية في حياتي| لا للدولة الدينية و الإسلام السياسي في السودان| الراحل جون قرنق ليس مؤسسا لدولة الجنوب السوداني| المعارك في جنوب السودان تبدد أحلام الإستقرار| التراجيديا السياسية في بلاد السودان| كير وكيباكي يتفقان علي تصدير نفط الجنوب عبر كينيا|

Click here to post comments

Join in and write your own page! It's easy to do. How? Simply click here to return to Are You Intellectual?.

Enjoy this page? Please pay it forward. Here's how...

Would you prefer to share this page with others by linking to it?

  1. Click on the HTML link code below.
  2. Copy and paste it, adding a note of your own, into your blog, a Web page, forums, a blog comment, your Facebook account, or anywhere that someone would find this page valuable.
Copyright © hoa-politicalscene.com

Did you get any of my books from Apple Books?

Click here to tell me & get some free books. Fill the form.

رواية "الموتُ شرقاً" تكشف لك سرّ الموت الشرقي التراجيدي المستمر للإنسان

Sudanese Journalist, poet, write and human and political activist Khalid Mohammed Osman

احصل علي الرواية الآن واكتشف إنهيار القواسم المشتركة، واستلهم إبداعا يشبه الأسطورة في النص الروائي

"Follow", "like", "tweet", or "pin" the pictures to express your love! Thanks

Horn Africa's Political Tragedy

Love in the Internet Time on Apple Books

Rising of the Phoenix Poetry on Apple Books

Free Poetry Picture Book

Free poetry picture book on Apple Books. You can use the images on public places for your customers to enjoy, while taking coffee.

The French & Spanish Versions

You can work the French versions and the Spanish versions of the two books above with me on, one on one bases. Contact Us.

HOAs Political Poetry Imaged

I'll be thankful, if you get one of my books.

My Books!

Publish Your Book

Let's be the publishers of your book. Use the form at Contact Us.


Work From Home With SBI!