The Somali Arabic Comments!

مفارقات البؤس في السودان و الصومال

ان فجيعة الشعبين الصومالي والسوداني لا تعادلها اي فجيعة اخري في عالمنا لان هذه الفجيعة هي من نتاج التخلف الذي خططت له القيادات القبلية والعسكرية واخيرا الدينية في الصومال وهو ايضا من نتاج التخلف السياسي الذي خططت له قيادات الانقلابات العسكرية والقيادات الطائفية واخيرا قيادات الجبهة الاسلامية التي تظل تتحكم في مصير الشعب السوداني باسماء مختلفة منذ اكثر من ربع قرن من الزمان في وقت تكلست فيه القوي اليسارية وعلي رأسها الحزب الشيوعي وفقدت فيه الجماهير المناضلة الأمل في الانعاش.

ستقرأ علي هذه الصفحة من صفحات التعليقات السياسية عن أوجه التشابه بين الحالتين الصومالية والسودانية وهما انموذجان صادقان يعبران عن الانحطاط السياسي والحضاري الذي وصلت اليه هذه الشعوب في مسيرتها نحو التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية والوحدة الاقليمية. وكل هذه هي من الدواعي التي اوجبت بناء موقع المشهد السياسي للقرن الافريقي بالللغة الانجليزية اولا ثم اضافة اللغة العربية اليه لاحقا لتغطية وكشف اسباب التخلف السياسي وتجميع القدرات لدي الكوادر العلمانية التي توجب فصل الدين والطائفة والقبيلة عن صناعة القرار لان مفهوم الدولة… اي دولة… هو في الأساس مفهوم علماني.

ان تدهور الأوضاع في السودان والصومال وفي انحاء اخري من القرن الافريقي العظيم يستدعي تضافر جهود المثقفين والمهتمين بالأمور السياسية للالتقاء هنا تماما علي هذا الموقع للقراءة والمشاركة بالرأي والمناقشة والاتفاق علي اساسيات للعمل من خلالها علي نشر الوعي السياسي وتحريك الجماهير لتغيير الأوضاع السياسية المتدهورة اساسا وخلق وسائلهم المساعدة علي انجاز مشروعات الدول العلمانية المتحررة والديمقراطية لاستهلال بناء الوحدة الوطنية في كل دولة ثم بناء الوحدة الاقليمية المنشودة. طالع :ايضا الصفحات التالية باللغة الانجليزية

USHA - USHA Framework - The Untied States of the Horn of Africa

Read more Somali Arabic comments below.

الصومال تئن من الأثار المستمرة للحرب والجفاف

لابد من ان تدهور الأوضاع السياسية في الصومال قد فاق تدهور الأوضاع في بلدان اخري في القرن الافريقي وذلك لان الصومال ماتزال تحترق حتي الآن. ومن المدهش والمثير للحزن والغضب معا ان كثيرا من الصوماليين الذين تأثروا بالروابط القبلية والشوفينية الدينية يشاركون في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والانسانية والثقافية في وطنهم الغالي العزيز وكأن رفعة وعزة الوطن لا تتحقق الا بالقبيلة او بالدين وحدهما.

لم تترك الحرب وآثارها ظاهرة بلا شك قدرة لدي الكثيرين للنهوض من هذا التردي والمشاركة في انقاذ وطنهم العزيز. وغاب الملايين من الصوماليين الذين تشردوا في فجاج الأرض بفعل تلك العصبيات القبلية والدينية وهم يحملون بين ضلعوهم وطنا تشوه كثيرا بفعل التغييب الذهني والأمية السياسية التي بدأ غرسها في عقول الصوماليين منذ استقلال البلاد وتقسيم اراضيها بين عدد من الدول في القرن الافريقي حتي لا تقوم للصومال قائمة منذ البداية.

لقد تآمرت الدول التي استعمرت الصومال منذ البداية ورسمت هذا المستقبل الذي يعيشه الصومال الآن بتفكيكها المسبق لاراضي الصومال. ثم أسهم الفهم المتكلس لمتطلبات القبيلة والعقيدة بعد ذلك في التدمير النهائي للصومال وذلك دون ان يفطن الكثيرون الي انهم ودون وعي يشاركون في التفكيك وضياع وطنهم الكبير.

ولابد من وقفة قصيرة هنا للقول ان كثيرا جدا من الجهود لابد ان تبذل من اجل ان يستعيد الكثيرون عافيتهم و يفكرون بطريقة ايجابية بانه مالم يتم التحرر من الفكر السلفي المتخلف والنظر بعمق الي متطلبات الدولة الحديثة فان الصومال لن يشهد اي تقدم في منطقة القرن الافريقي وسيبقي التدهور ويستمر وسيعيش الكثيرون في هذا الوضع وذلك لن يخدم بالتأكيد لا الصوماليين ولا الصومال.

ان الغضب الشعبي وبمؤثرات ومؤشرات تقدمية وحدها يمكن ان يسهم في تحريك الأرضية الصومالية من أجل انقاذ الصومال وبناء الدولة الوطنية العلمانية الحديثة. لهذا نؤكد انه لابد من فهم سياسي جديد لمتطلبات مثل هذه الدولة.

Read more Somali Arabic comments below.

فهم سياسي صومالي جديد قد يسهم في انقاذ الصومال

مثل هذا الفهم الجديد الذي نقول به هنا هو فهم يستمد فلسفته من الفكر المعاصر ومن حركة القوي العلمانية وبشكل محدد من حركة القوي اليسارية لانجاز التحول السياسي والاقتصادي السليم للبلاد وتحرريها من عقدة القبيلة والدين. ذلك لا يتم بليلة وضحاها بكل تأكيد، بل يتم عبر دراسة متأنية وفعالية مستمرة تسهم في تجميع الكوادر المثقفة والواعية بضروريات المرحلة وحساسية الأوضاع لاجتراح الوسائل الكفيلة باخراج الصومال من ازماته التي يعيشها وسيظل يعيشها مالم تنهض مثل هذه القوي التقدمية بوعيها لتحريك الأرضية الصومالية وغرس ذلك الوعي التقدمي في الأذهان.

ان القبيلة والدين معا يمكن لن يعيشان و يشهدان الرفاهية من دون ان يؤثرا بشكل مباشر في صناعة القرار السياسي وذلك يتم بوضع الوسائل الكفيلة بصيانة الحريات العقائدية وذات الاعتبار القبلي باستخدام القبيلة كمفهوم تقدمي يسهم في بلورة القوميات وغرس الحب العميق بين افرادها والاحترام لبعضهم البعض والقائم بالضرورة علي الفهم الانساني وعلي أصل الانسان نفسه ككائن حي يستمتع بالعقل الذي يميزه عن الكائنات الاخري. وبتطوير هذا الفهم الانساني يمكن للقوميات الامتزاج في بوتقة واحدة لتعزيز وحدة الوطن.

ان الفهم السياسي الجديد لا مناص منه اذا كان الصوماليون معنيين فعلا بتغيير الأوضاع السياسية الرديئة للغاية والتي تستمد وقودها لحرق الصومال من الفهم والاستخدام السيئ للابجديات القبلية والدينية في الصراع السياسي الدائر في البلاد. وهو اي الفهم السياسي الجديد ليس ضرورة فقط بل هو وسيلة فكرية للاسهام في الخروج بالصومال من جبة القبيلة والعقيدة لبناء دولة صومالية حديثة تستطيع ان تمارس دورها الحضاري في رفاه الصوماليين اولا وفي الارتقاء مع الدول الاخري في منطقة القرن الافريقي والمساهمة مع وطنين من هذه الدول لاعادة بناء اوطانهم علي نحو حديث معافي من العقد القبلية والدينية.

ان الفهم السياسي الجديد الذي نقول به هو ليس فهما خاصا بالصومال كما يتضح من دعوات موقع المشهد السياسي للقرن الافريقي، انما هو فهم يؤدي الي وعي سياسي قومي بين القوميات المتنوعة (ولا نقول المختلفة) التي تقطن في دول القرن الافريقي الاخري لترتفع بمسؤولياتها وتضطلع بدورها الحضاري في بناء نظم ديمقراطية تقدمية وبسط الأيدي للقوي التقدمية المماثلة في الدول الاخري لبناء القرن الافريقي الجديد والخروج به بالتالي من تحنط منظومة التناقض المسماة بالايقاد.

Read more Somali Arabic comments below.

شئ مهم لابد من تذكره دائما

ان الدين والدعاوي الطائفية والقبلية استخدمتها قوي تتصف بكل صفة دينية وطائفية وقبلية منذ تحرر بعض الدول في القرن الافريقي لتقود احزاب سياسية وتقود تلك الأوطان بالتالي ولم تسهم في التقدم المطلوب، بل علي العكس من ذلك أسهمت في الحساسيات الطائفية والحروب القبلية والدينية وحرق العديد من الدول في القرن الافريقي.

لم يثبت التاريخ اي تقدم للدول التي قادتها كل من هذه القوي مجتمعة والأحداث المؤسفة التي نشهدها اليوم، بل التدهور المستمر في هذ البلدان هو دليل واضح علي فشل كل هذه القوي مجتمعة. ذلك واضح وهو يشير الي دور هذه القوي مجتمعة في تدهور بلدانها بفعل الجهل السياسي الذي أسهمت في غرسه في هذه البلدان.

ان هذه الأوطان لا تحتاج الي جبة او عمامة لتقودها انما تحتاج الي تعليم ووعي يتعدي المناهج التعليمية ووسائل التلقين التي استخدمتها هذه القوي لتسهم في الغياب الذهني لشعوبها حتي تقودها وفقما تشاء لان التلقين السلفي هو منهج لاستعباد هذه الشعوب يسهم في تغييبها عن قضاياها المعاصرة وتبعيتها لقيادات دينية وطائفية متخلفة.

لهذا فانه من المهم جدا ان تلقي الشعوب بهذه التبعات المتخلفة الي القمامة وتتعلم وتعي دورها الحضاري في بناء بلدان حرة ديمقراطية تقدمية. ذلك هو الحل الوحيد ولا توجد اي حلول اخري.

Read more Somali Arabic comments below.